بالأرقام: الفرق بيننا وبين إيران
بعد أن تم طرح أسهم شركة أرامكو في سوق الأسهم السعودي، اتضح من يبنون تنمية بلدانهم ورفاهية شعوبهم، ومن يبنون أسلحة وأدوات قمع لشعوبهم. إنها مقارنة بين (أرامكو) وبين (الحرس الثوري) بالأرقام التي لا تكذب.
إيران كانت إبان العهد الشاهنشاهي دولة نامية بالفعل. وكانت تأتي في مقدمة الدول المنتجة للنفط، وكانت السياحة في أوج ازدهارها، والصناعات في مختلف المجالات تجري على قدم وساق، وكانت مستشفياتها، خاصة في العيون هي الأولى على مستوى المنطقة، ومازلت أتذكر أن الحجاج الإيرانيين عند قدومهم للحج والعمرة يسكنون في أفخم المساكن، وأرقاها، وما أن جاءت ثورة الخميني وصرف كل ثروات إيران على تصدير الثورة، وبالقوة، تغير المشهد تمامًا، وصار الإيرانيون أينما رحلوا وحلوا غير مرحب بهم، وتكتنفهم الشكوك والريبة، وتحولوا إلى اختلاق الأعداء، وأذرعة للشغب. ثروات الإيرانيين في زمن الشاه تصرف على الإنسان الإيراني وخدمته والارتقاء به بينما ثروات إيران لا تهتم بالإنسان ولا خدمته ولا رفاهيته وإنما على تصدير المذهب الجعفري، والعمل على تشييع أهل السنة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فالإنسان في معايير ملالي إيران ليس إلا وسيلة تنحر من أجل التوسع، إنفاذًا للوصية التي أوصى بها الخميني خلفاءه. لهذا فقد ازدهر تنمية المذهب وتلاشى الإِنسان، وأصبح ليس بذي قيمة.
لهذا فإن ما حققته شركة أرامكو هو الأهم وهو الذي سيبقى للإِنسان، في حين أن الحرس الثوري هو الإنجاز الوحيد لإيران خلال تاريخها القريب وهذا لم يحمِها من الاحتجاجات والتظاهرات التي ستستمر وتتكرر مرات ومرات حتى تلحقها حتمًا بمآل السوفييت..
إلى اللقاء
نقلا عن الجزيرة